بقلم هدى الشهري
كثيرة هي أحداث الحياة التي نعيشها، فكل يوم يمر يصطحب معه أحداث كثيرة مختلفة عن بعضها البعض.
فحدث مؤلم، وثاني سعيد، وثالث مبكي، وآخر مريح، فالواجب علينا أن نتحلى بالقوة لمواجهة الألم وأن نتعلم النسيان، فالنسيان نعمة وهبها الخالق للإنسان حتى يعينه على النهوض بعد سقطاته، ويساعده على لملمة شتات ما تبعثر من حياته.
النسيان قرين الإنسان وملازم له في معظم أمور حياته، ولا يسلم منه أحد صغير أو كبير، امرأة أو رجل، صحيح أو مريض، عالم أو جاهل وليس في هذا من جديد، فكُتب الأدب تروي أن الجاحظ قال: “نسيت كنيتي ثلاثة أيام حتى أتيت أهلي فقلت: «بم أكنى»؟ فقالوا: بأبي عثمان”
فإذا كان هذا العالم الكبير قد نسي كنيته، فلا بأس في أن يعتري أفكارنا بعض النسيان.
وأنا هتا لست بصدد الحديث عن النسيان المرضي فله أسبابه الخاصة، ولكنني أريد النسيان حين يصبح نعمة يتحصل عليها الإنسان حيث تفتح له أبواب الحرية ليخرج من دائرة الألم والمعاناة والذكريات الموجعة ويمضي في هذه الحياة.
إن النسيان يشبه قلب صفحة أوجعتنا في كتاب الحياة، ولو لم نقلبها لظلت تترأى لنا في كل وقت وحين.
لا يختلف اثنان على أن النسيان نعمة رزقنا الله بها في جملة ما أنعم به علينا من عطايا، فلولا النسيان لمات الإنسان لكثرة ما يعرف، ولأصيب بالتعاسة من تخمة الهموم والعذاب والأفكار التي
تجول في رأسه، ولم أجد أجمل من قول نازك الملائكة في هذا الأمر:
يا ضفاف النسيان يا ليت هذا ال موج يطغى على الوجود الحزين
يـغـسل الإثـم والـدموع ويـأسـو كـلّ جـرح في قـلبـه المـطـعـون
مقال جميل فعلاً النسيان نعمة ولولاها لمتنا كمدًا وقهرًا لكن الله بفضله وبحكمته جعلها فينا ، سلمت يمينك 🌹