بقلم ا.د كريم فرمان
بدأ تقرير بايدن بالأفول كما هو متوقع ولا قيمة له في ميزان التاثير السياسي على دور المملكة القيادي في المنطقة. اظن ان البروغندا التي اثارتها وسائل الاعلام المغرضة في الغرب في محاولة بائسة لاستهداف مشروع النهضة الذي يقوده ولي العهد الامير محمد بن سلمان قبل ان تتقصد شخصه قد خابت ولكن احد اهدافها هو كما يسمى في لغة العسكر قنابل دخان للتمويه على الهدف الرئيسي لادارة بايدن والتي يقودها من المقعد الخلفي الرئيس السابق اوباما تريد من خلال هذه الحملة الدعائية تسهيل الوصول الى اعادة العمل في الاتفاق النووي الايراني أو اضافة عليه بعض بهارات السياسة لغرض الاخراج بعد ان اصرت المملكة على ضرورة اشراك دول الاقليم في اية مفاوضات مقبلة مع نظام الحكم الايراني وهذا يغيض ايران اكثر من قبول التفاوض مع امريكا والغرب لاسباب عدة ليس اقلها كمية الحقد الايراني على الدور والمكانة الاقليمية والوزن السياسي للمملكة العربية السعودية على الساحة الدولية.
انا دوما اقول لا محرمات في السياسة اذا ما تعلق الأمر بمستقبل ابناءنا ومنطقتنا لنستعمل كل الخيارات في السياسة في الضغط والمناورة ولا يهم ماذا يقول نفر من الموتورين فنحن نقف امام مرحلة جديدة ودقيقة وحساسة تلقت اشاراتها طهران مسبقا وهي ان الادارة المرتبكة لهذا الرجل الناعس في واشنطن ستخذل دول المنطقة العربية وشعوبها فربما تستنسخ طبعة سيئة من الاتفاق النووي وهذه الادارة هشة وعلينا ان نلعب بادوات السياسة كما هم اعداءنا فان زمن المثالية قد ولى ونحن امام حرب باردة في المنطقة وسوف تزداد الاعيب وضغوط ايران على دولنا مستغلة ظرف سياسي امريكي مواتي لها وهذه حقيقة يجب ان لا نجملها فانا ممن تعلمت في امريكا واعلم ان الثقافة السياسية في امريكا منذ زمن تقوم على ان ايران هي الدولة المهمة وهي مصدر اشعاع حضاري ويعتقدون انها الحليف الأنسب لهم ولكن مثلما توقعت فان ادارة بايدن تراجعت عن ضجيج الكلام ضد سمو ولي العهد والقت على جذع الشجرة سلم النزول لانها تعرف جيدا ان الامير محمد بن سلمان ليس من النوع السهل وهو صعب المراس وسوف يقابل اية محاولة لايذاء المملكة بسلة صادمة من القرارات المؤذية لها وهو ما اشار الى مضمونه بانكين وزير الخارجية الامريكي والمتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض.
المملكة حباها الله بقيادة تمزج بين الحكمة والسياسية وهي لديها بدائل وخيارات عديدة في العلاقات مع امريكا ومرونة عالية في اتخاذ أي قرار يزعزع بايدن امام المجمع الصناعي العسكري وسوق الطاقة.
الاستدارة شرقا وبقوة سهلة كما ان الاصرار على حتمية جلوس دول الخليج العربي وخصوصا المملكة على طاولة اية مفاوضات قادمة بات مطلبا استراتيجيا وحيويا يتعلق بسلامة الأمن القومي العربي ولا اجد من المصلحة الوطنية الان استعداء تركيا فهي مهما اختلفنا مع سياسات الرئيس أردوغان تبق تركيا الدولة السنية القوية رصيدا للعرب.
نحن الآن في عهدة بايدن مقبلون على حرب باردة توظف فيها المعلومات والإعلام والمخابرات وكل ادوات التأثير السياسي، وحفظ الله مملكة العز درع الجزيرة والعروبة.
.
.
.
.
* أكاديمي عراقي مقيم في المغرب.