✍🏻 أ ٠ هدى الشهري
الحرية حبل تقافز عليه الكثيرون، نادوا به ليخرجوا ما يريدون من إطار اللامعقول إلى إطار المعقول، فيقولون ما يريدون، ويفعلون ما يحلو لهم دون مراعاة لحقوق الآخرين، أو احترام لآرائهم، كلنا أحرار ولكن حريتنا لا تعني أن نفعل ما نشاء كيفما نشاء، فالحرية في الحياة بكرامة واحترام للآخرين. “متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟!” مقولة جميلة سطرها التاريخ بحروف من ذهب.
حرية التعبير حق كفلته التشريعات جميعها، فهو بوابة للتغير المجتمعي وعلامة للتطور الحضاري، ويعتبر من الحقوق الأساسية للإنسان، فمن خلالها يستطيع الإنسان أن يعلن عن الأفكار التي تجول في فكره، وما لديه من اعتقادات وقناعات مختلفة، ولكن طالما لا
يتجاوز السقف الذي وضع له، فلا حرية تعبير في إلحاق الأذى بالآخرين والإساءة لهم، ناهيك عن كون الآخرين يرون في أنفسهم رموزاً تستحق كل التقدير.
وفي ظل هذا التقييد يضع المشرعون قوانيين تقيد نطاقات حرية الرأي والتعبير مما تتضمن عبارات الكراهية والإساءة لذات الإله والرموز الدينية والمجتمعية، فهنا توضع الحواجز وتقيد الآراء، ويحتشد المعارضون لما يقال، وهم يرفعون لافتات الغضب والشجب والتي قد تتجاوز الرايات والكلام إلى الصدام.
قد تكون وسائل التواصل والحرية المتاحة فيها قد أوحت لبعض الشخصيات المريضة أنه يحق لهم الخوض في أعراض الناس والانتقاص منهم وهذا أمر غير مقبول ولا يسمح به أياً كان الطرفان، ومهما كانت قوة الطرف الأول وضعف الطرف الثاني.
في بعض الأحيان نصادف في حياتنا أناس يرون أنه من حقهم بحكم قربهم منا، أو علاقتنا بهم، أن ينتقدوا لباسنا أو حياتنا أو طريقة كلامنا.
هناك ضوء أخضر نمنحه لمن نعلم بأنه يحبنا بصدق ولا يرتضي لنا أي أذى، مساحة مفتوحة يتاح له فيها أن يعدل في بعض الأمور لأن الأصل في تغيير الآخرين حبنا لهم ورغبتنا في أن يكون بأحسن صورة دون كسر لنفوسهم أو جرح لمشاعرهم، وصدق من قال:
قبيح من الإنسان أن ينسى عيوبه ويذكر عيباً في أخيه قد اختفى
ولو كـان ذا عقل لمـا عـاب غـيره وفيه عيـوب لو رآها قد اكتفى