✍️/ أ. د:- كريم فرمان
تعد قصيدة انا وليلى واشطبوا اسمائكم من اروع قصائد الحب والالتياع والشجن والعتاب للشاعر العراقي حسن المرواني والتي انشدها فيما بعد القيصر كاظم الساهر واشتهرت عربيا لكونها قصة حقيقية وقد تحدث عنها بنوع من التفصيل الفنان الرائع والصديق كاظم الساهر ومطلعها يقول :
ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي.. واستسلمت لرياح اليأس راياتي.. جفت على بابك الموصود أزمنتي.. ليلى وهل أثمرت شيئا نداءاتي.
ففي اواخر عقد السبعينات من القرن الماضي كانت الحياة الجامعية في العراق تمتاز بالترافة وتعج بقصص الحب البريئة والتي يصبوا ابطالها الى تتويجها بالخطوبة ثم الزواج،، وكم من حكايات نحجت بينما اخفقت قصص اخرى ومن بينها قصة شاعر ليلى حسن المرواني الشاعر الجميل القادم من ارياف العراق ليلج فضاءات بغداد المبهرة وكلية الاداب بجامعة بغداد حيث جمعه قسم اللغة العربية مع حبيبته المفترضة ليلى التركمانية والتي احبته بصدق لكن الرياح التي تهب بلا مقدمات ذهبت بسفينة حبهما الى مرسى اخر غير الذي رسماه له وهذه عادة الزمن في استدارته ليمنع اكتمال الاماني والأحلام مثلما قالت الروائية الجزائرية احلام مستغانمي بان الاحلام سميت احلام لانها لا تتحقق!! ولو تحقق حلم ليلى والمرواني وتزوجا وانجبا اطفالا فلم يتركا لنا شعرا جميلا يروى!! نعم كنت حاضرا حفل التخرج في كلية الاداب ورايت دموع ليلى تنشج في اخر القاعة فيما كان المرواني على المسرح يصرخ ويعتب ويتوجع وسط تصفيق وهتافات طلبة في ساعاتهم الاخيرة يودعون مقاعد الدراسة وربما ايضا اكتوو مثله بلواعج الحب وقصص صامتة لكنهم ليسو من ذوي القريحة…. ((ممزق انا لا جاه و لا ترف .. يغريك في فخليني لاهاتي .. لو تعصرين سنين العمر أكملها… لسال منها نزيف من جراحاتي… لو كنت ذا جاه وذي ترف ما كنترافضة… حبي ولكن عسر الحال مأساتي…. معذورة ليلى ان اجهضت لي املي.. لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي!!! القصة والقصيدة المغناة معروفة لكن غير المعروف ان ليلى ايضا كانت تقرض الشعر و كتبت ردا جميلا موشحا بالاسى واللوعة على قصيدة حبيبها السابق المرواني فهي وان تزوجت من ابن عمها كما هي تقاليد اغلب العائلات العراقية سابقا.لكنها لم تنف حبها له وهو الشاب الذكي والموهوب و الخجول الذي يجسد كل قيم القرية العربية . تقول ليلى في مطلع من قصيدتها الرائعة المطرزة بالألم والعتاب. // قطعت شوطا من التشهير بذاتي.. فلتصمت الان ولتبدأ حكاياتي .. قتلت حبا واستنفذت قافية.. تبكي وتشكوا واكثرت اتهاماتي… كم ساذج أنت في قول وفي عمل .. ولم تقدر عن جهل معاناتي .. ها انت تجعلها خمرا تعتقها.. وهو المنزه عن رشف بكاسات. .. والحب اكبر من معنى تقول به … اسمى من البوح حب كان في ذاتي…. ممزق انت فلا ذنب جنته يدي.. ولا جراحك كانت من مجافاتي.. والفقر ليس بذنب انت صانعه… ولا الغنى مر في ادنى خيالاتي… فالحب في عقلك المهووس ثرثرة … في ذكر ليلى وسرد المقالات.. حكمتك النفس لكن لم تبريها… ورحت تسحق اشيائي الحبيبات…. غرست لومك في صدري لتجرحني… يا للملامة ما ذنبي وزلاتي… … فراشة كنت القي كل اجنحتي… لديك فاحترقت غدرا جناحاتي… تبت يداك ولا تب الغرام…. لقداسات للحب واستعذبت اناتي… شكرا سيدتي الفاضلة ليلى على ارسالك لي قصيدتك الجميلة من مغتربك الاسكندنافي الموشحة بشوق لحد الوله للعراق الجميل وللنخل ذي السعفات الطوال الذي يحتضن دجلة الخير والسواقي.
الكاتب في سطور:-
- كاتب واكاديمي من العراق مقيم في المغرب