✍️محمد الرياني
احتفالٌ خارج النطاق ، وقع على كوكب يشبه الأرض، رقصٌ هائلٌ يهز الكرة البعيدة من وقع أقدام العمالقة الذين يسكنون هناك، أصواتُالطبول عندهم تغطي كل مكان في الكوكب، رجالٌ طوال القامة بملابس غريبة ملونة، ونساء طويلات بفساتين زاهية تبرق في الظلام العجيب،النجوم لاترى في هذا الكوكب ليلة الاحتفال وكأنّ زاوية الإبصار في المدار لاتسمح بالرؤية، لايوجد بصيص من نور في هذا السكن الغريب،المحتفلون أتوا بمطربة من الأرض لإحياء الحفلة، قامتها القصيرة ظهرت قزمًا وسط سيقان العمالقة، لكنهم بدوا في غاية الفرح وهم يرقصونعلى إيقاعة فرقة جاءت من كوكب آخر، لم يشعروا بغربة هزِّ الوسط والسيقان واللغة التي تخرج من فم ضيق ولسان عجيب، ليلٌ طويلٌ لايشبهالليالي الاعتيادية للمنشدة في كوكبها السفلي، ومع هذا باتت تحيي ليلًا أشبه بشهر في تقديرها، طال الاحتفال ولم تخرج قطرةُ عرقٍ منتحت الآباط الواسعة كحفر ساكني الجحور ، أوشكت ليلةُ الأنس على الانتهاء، استعدوا لمكافأة المطربة على إحياء الليلة، طلبوا منها أن ترتاحقليلًا ريثما يجهزون العشاء لتتعشى هي وفرقتها ثم يعطوها أجرتها، تفرق الجميع ولأقدامهم وقع على الكوكب يكاد يصم الآذان واتجهوانحن الأطراف، لم يبق في المكان أحد سوى بقايا الروائح العطرية ومخلفات الرقص وآثار الدوس، العروسان استعدا للمغادرة أشبه بطائرينبألوان مزركشة نحو وجهة غير معلومة والضيوف قد اصطفوا بعيدًا على شكل دائرة لتوديعهما، في هذه الأثناء حدث دوي هائل في المكان،تحرك جسده المتعب ، رأى مايشبه الشهاب يتجه لضرب الأرض في آخر نومه ، فتح عينيه فلم يرى سوى اللحاف الذي يغطيه، بينما شعاعالشمس يكاد يخترق شباك غرفته.